أحداث

المال والاعمال في الحياة - كتاب التفكر في قوانين الحياة

المال والاعمال في الحياة

هناك مثل يقول الفلوس وسخ الدنيا، انا اخالف هذا الرأي تماماً لان صاحب هذا الرأي منظوره للمال سلبي بالكامل قد يكون ذلك بسبب اعتقاده هو انه اذا امتلك اموالاً كثيره سيفسد في الارض ويتكبر ويتجبر مثلما عمل قارون وفرعون وغيرهم قال تعالى ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ القصص: 78 .

لتحميل كتاب التفكر في قوانين الحياة PDF

 اضغط هنا

   ولكن هناك من اتاه الله ملكاً عظيماً وكان من العابدين الشاكرين وهو نبي الله سليمان الذي اتاه الله ملكاً عظيماً لم يسبقه احد ولن يملكه احد من البشر على مدى التاريخ والحياة وبكل هذا الملك العظيم كان من الشاكرين لله، قال تعالى (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ) النمل/38- 40.
  وهناك اليوم رجال اعمال كبار تراهم يمتلكون الاموال وهم من خيار الناس وفاعلين الخير وتجدهم من الشاكرين للنعم، فالبعض يعتقد من منظوره الشخصي ان ملاك الاموال كلهم تعيسين وتراهم في احزان وسوء، ولكن في الواقع هناك الكثير منهم سعداء بما اتاهم الله ويفعلون الخير وهنا تكمن السعادة الحقيقية في الدنيا، قال الله تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) الكهف: 46، وهذا دليل على ان الاموال احد اسباب السعادة في الدنيا.
  ولكن كيف نكسب الاموال!! اكيد سنحتاج للعمل وهنا وعلى مدار حياة الاغلب مننا نسمع بشكل مستمر ان علينا ان نتعلم العلم لكي نصير يوماً ما موظفين في شركات ومؤسسات حكومية وخاصة لتكون لدينا مرتبات عالية.
  ولكن نادراً ما نسمع بان علينا ان نتعلم من اجل ان يكون لدينا يوماً ماء مشروعنا وشركتنا الخاصة ونحصل على الثروات الطائلة، في الحقيقة قد يعود السبب الى ثقافة المدرسين المهتمين بالوظائف في المدارس في اغلب الدول يدرسون على هذا النمط القديم.
  حتى في الجامعات قد تمر عليك مرحلة الجامعة بالكامل تكاد لا تسمع من دكتور جامعي يقول لك تعلم وطور نفسك لتبني مشروعك!! خاصتاً اذا كنت في تخصصات غير تخصص الادارة والمحاسبة والاقتصاد، فمن المفترض انك اذا كنت في اي مجال تستطيع ايضاً ان تفكر في بناء مشروعك الخاص، فاذا كنت في الطب تفتح صيدليتك او مركزك الطبي او المستشفى الخاص بك، واذا كنت مهندساً تبني ورشتك او مكتبك وشركة الخدمات الهندسية الخاصة بك ،او محامياً تتعلم من اجل تفتح مكتب محاماه او مبرمجاً تبني تطبيقاتك ومشاريعك الخاصة او شركة البرمجة والتطوير الخاصة بك وهكذا حتى اذا كنت في اي مجال تستطيع بناء عالمك الخاص وتعمل على تطوير اعمالك وتحسنها.
  والمشكلة الاكبر عندما تدرس تخصص ادارة اعمال وتجد نفسك ايضاً تحت مجموعة من الدكاترة المبدعين في التدريس، ولكنهم يأهلونك ويرددون عليك دوماً لكي تصير يوماً ما مديراً او محاسباً ناجح!! وبهذا رجعنا الى لعنة الوظيفة في عقول المثقفين وغير المثقفين من الناس حتى المتعلمين ومن اختصاص الادارة والمال والاعمال.
  لقد لاحظت انا بنفسي هذا الشيء عندما درست ادارة نفط وغاز في البكالوريوس، ولكن سرعان ما انتقلت الى مرحلة الماجستير ووجدت والحمدالله اغلب المدرسين من كبار الاساتذة والدكاترة في الجامعات يحثونا على القيادة والإدارة الحديثة ويحثونا نحو ريادة الاعمال وبناء المشاريع الخاصة والجديدة، لقد كنت سعيد حينها كثيراً من ان هناك من يعلمنا لكي نبدع في عالمنا الخاص بدل ان نبدع لأشخاص اخرين في شركاتهم!!! 
  فالحقيقة ان أفضل طريقه للحصول على الاموال بل والثروات هي من خلال المشاريع الخاصة، فلا يمكن لموظف مهما كبر منصبه ورتبته الوظيفية ان يصل لثروات رجال اعمال كبار!! لو تعلمنا من اجل نتعرف كيف ننشئ المشاريع الخاصة بنا ونديرها ونطورها وكيف نصبح رجال اعمال بل ورواد اعمال ذات افكار جديده لصارت مجتمعاتنا افضل بكثير.
  مع هذا يمكن القول بأن هناك تطور ثقافي في اخر فتره زمنيه عن موضوع ريادة الاعمال، خاصتاً بانتشار الفيديوهات التعليمية في التنمية البشرية والمال والاعمال والريادة والكثير من التعلم الذاتي، ولكني لازلت اعتقد بان هناك قصور في الجانب التعليمي في المدارس في اغلب الدول فلو كانت هناك حصة الثقافة العامة يتعلم من خلالها الطالب المدرسي بعض مهارات القيادة وادارة المشاريع وريادة الاعمال وكذلك التنمية البشرية وخاصتاً الثقة بالنفس فسيكون هناك تطوراً ملحوظاً في اجيالنا القادمة.
  انا اتفق ان الوظائف اسهل في البداية وليس فيها مخاطره كما في المشاريع الخاصة، حيث انها اكثر ثباتاً واستقراراً من حيث الدخل! ولكني اعيد كلامي واقول انه لا يمكن ان تصل لثروه من خلال الوظيفة ولو كانت بمرتبات عالية جداً.
كتاب التفكر في قوانين الحياة
  قد يتساءل البعض قائلاً كيف افتح مشروعي الخاص وانا لا املك مالاً، الحقيقة هناك كتب تتحدث عن هذا الموضوع خاصتاً كتب ريادة الاعمال، ولكني سأجيب بأسهل وافضل طريقه ممكن تتبعها: ان تتوظف كبداية وتدخر اموال ولو بسيطة، وبعدها تبدء مشاريعك الخاصة والبسيطة وتطورها خطوه بخطوه نحو الافضل حتى تصل للنجاح الذي من خلاله تقرر بأن تستقيل من وظيفتك وتبذل كل وقتك وجهدك في تطوير مشروعك الخاص.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-