أحداث

مسؤولياتنا في الحياة - كتاب التفكر في قوانين الحياة

مسؤولياتنا في الحياة

في الحقيقة اننا جميعاً مسؤولون على بعض الامور في حياتنا وقد لا نعي ما مدى كبر واهمية بعض المسؤوليات التي تقع على عاتقنا فتجدنا مقصرين فيها، "اكيد نحن مقصرين والكمال لله وحده" ولكن هناك تقصير شديد من بعض الناس على بعض المسؤوليات الهامة في حياتهم.

لتحميل كتاب التفكر في قوانين الحياة PDF

 اضغط هنا

  وبعد ان فكرت بكثرة وتساءلت ماهي المسؤوليات الأهم في حياتنا؟ حينها وجدت ان هناك اربع مسؤوليات عالية الأهمية في حياتنا وبالترتيب هي (مسؤوليتنا نحو ديننا الإسلامي - مسؤوليتنا نحو مجتمعنا - مسؤوليتنا نحو أبنائنا وعائلتنا- مسؤولينا نحو انفسنا)، لو جئنا لنتحدث عن ايام الرسول واله واصحابه ستجدهم كانوا حريصين كل الحرص على مسؤوليتهم نحو الدين الإسلامي، لقد شعروا بأهمية هذه المسؤولية كثيراً.
  ومسؤوليتهم التي اهتموا بها هي نشر الإسلام وتعاليمه في كل مكان، ولذلك تجدهم نجحوا فعلاً في نشر الاسلام في دول العالم ولولا توفيق الله ثم اهتمامهم لما وصل الاسلام الان الى اثنين مليار مسلم تقريباً وهذا عدد هائل جداً، اعتقد باننا لو حافظنا على انفسنا من المتفرقات الطائفية واهتمينا بالتوحد ونشر الاسلام لكان العالم اجمع صار من المسلمين.
  طبعاً يوجد الى يومنا هذا اناساً وعلماء يحملون على عاتقهم هذه المسؤولية الكبيرة فتجدهم يعلمون الناس الاسلام في كل بقاع الارض، ولكن اريد القول للجميع ان هذه مسؤوليتنا جميعاً وعلينا ان لا نقصر في هذا الشأن العظيم.
  ننتقل الى المسؤولية نحو المجتمع وهنا يأتي الدور الاول للعلم والتعليم والعلماء والمخترعين، ستجد هولا هم اكثر فأئده للمجتمعات على مر التاريخ فمنهم من اكتشف ادوية لبعض الامراض التي كانت مستعصية وكان يموت بسببها الناس، ومنهم من ابتكر طرق واختراعات سهلت على الناس عملهم واعمالهم على مر التاريخ، ومنهم من اكتشف نظريات علمية ثقافية لتغيير ثقافات الناس المغلوطة وبناء مجتمعات اكثر وعياً في الكثير من أمور الحياة.
  واما لو تحدثنا على المسؤولية نحو الأبناء والعائلة فهذه المسؤولية اغلب الناس يهتمون بها بخلاف المسؤوليتين السابقتين التي تحدثت عنها رغم كونها اهم، ومع هذا ستجد بعض الناس مقصرين حتى نحو مسؤوليتهم نحو ابنائهم وعائلاتهم من حيث اطعامهم الغذاء الصحيح وتعليمهم امور العلم والدنيا والدين.
  نحن مهما عملنا مع أبنائنا وعائلاتنا قد يكون منهم العاصي والذي لا يستجيب لما علمناه وتعبنا من اجله واكبر مثال في هذا عن نبي الله نوح وبالرغم من انه نبي الا ان ابنه وامرأته كفروا، قال تعالى ( وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴿42﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ )  وقال تعالى(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَة نُوحٍ وَامْرَأَة لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَاخِلِينَ ) سورة التحريم 10.
  وهناك مثلين رائعين للهداية من القران لأبن وأمراءه اثنين من كبار المشركين بالله ولكن كان لهم ازواج وأبناء مؤمنين ومن المهتدين فالأول هو النبي إبراهيم قال تعالى (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴿41﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴿42﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا ﴿43﴾ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا ﴿44﴾ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿45﴾ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴿46﴾ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿47﴾) مريم 40-47، والمثل الثاني عن اسيا امرأة فرعون قال تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) التحريم 11.
  اذاً فالهداية من الله، قال تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )القصص 56، ولكننا نعمل ما بوسعنا لتوجيههم نحو الطريق الصحيح في هذه الحياة وندعي الله لهم الهداية والصلاح ومن اهتدى فلنفسه، قال تعالى (وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ) النمل 92.
كتاب التفكر في قوانين الحياة
  اما موضوع المسؤولية نحو انفسنا فقد اتانا الله الكثير من النعم في اجسادنا ومن حولنا وعلينا الحفاظ عليها وان نشكره ونحمده عليها وليس الشكر لله فقط بالحمد له والاستغفار قولاً فقط، انما ان تحافظ على النعم هذه كذلك شكر لله عليها، وكذلك بأن نستشعر بعظمة تلك النعم وتتفكر فيها فهذا كذلك شكر لله تعالى على هذه النعم، ومن انواع الشكر لله هو بحسن عبادته والانتهاء لما ينهينا عنه، ومن الشكر ان نستخدم تلك النعم في ما يفيدنا ويفيد من حولنا.. كطلب العلم والعمل والكثير.



وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-